[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من أحدث التطورات التي طرأت على خدمات الموبايل التي لم يعد عدّها أو إحصاؤها ممكناً، أنه سيصبح عما قريب وسيلة مثالية لحفظ الملف الطبي لصاحبه وتبادل معلوماته مع الطبيب المختص عند الشعور بأي وعكة صحية· ويقول الباحثون الذين يشرفون على الانتهاء من تأليف البرنامج أنه سوف يجنّب كافة مستخدميه الخوف من ضياع ملفاتهم الطبية الكاملة بما فيها الصور الإشعاعية ومخططات القلب والدماغ وحتى الوصفات الطبية العادية·
ولما كان من المعروف في عالم الاكتشافات المتجددة لخدمات الموبايل أنها تتميز بصفة التوالد من بعضها البعض، فإن البرنامج التطبيقي الطبي للموبايل تمّ استقاء العناصر الأساسية فيه من تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية التي تمكنت من اختراق بيئة الموبايل· وينقل تقرير نشرته مجلة (بوبيولار ميكانيكس) عن جريجوري كوين عالم الكمبيوتر في (مركز سان دييجو للسوبركومبيوتر) التابع لجامعة كاليفورنيا قوله في معرض تقييمه لهذا الابتكار المهم: (أصبح في وسعنا أن نقدم خدمات طبية هائلة عن طريق الموبايل بواسطة البرنامج التطبيقي الجديد)·
ومما ساعد على إخراج هذه الفكرة القيّمة إلى حيّز الوجود بمثل هذه السرعة، أن أجهزة الموبايل الحديثة كلها أصبحت تتضمن ما يعرف باسم (رقاقة التمثيل البياني) graphic chip وهي التي توجد في كافة أنواع الكمبيوتر الشخصي وتساعد على رسم الخطوط البيانية والأشكال التوضيحية· ويمكن لهذه الرقاقة التي لا تزيد مساحتها على مساحة حبّة عدس، أن تحوّل الموبايل إلى مكتبة افتراضية طبية كاملة تكون معلوماتها مدعّمة بصور شديدة الوضوح مرسومة في الأبعاد الثلاثة·
ويعمل كوين على طوير برنامج مساعد يسمح للأطباء بإلقاء نظرة متكاملة على حالة أي مريض وتاريخه الصحّة من مجرّد استلام رسالة نصّية منه يتم إرسالها بضغطة زرّ· ويمكن للمرء أن يتصوّر الفوائد الكبرى التي ينطوي عليها هذا النظام بسهولة وخاصة في الحالات الطبية المعقدة التي يتطلب فيه العلاج السفر عبر البلدان للحصول على الخدمات المتقدمة للتشخيص الطبي·
ويعتقد طبيب وجرّاح القلب الأميركي مايكل رايت أن أهمية السجلات الطبية للموبايل لا تقتصر على مجرّد مساعدة الأطباء على فهم الحالة الصحية للمريض، بل إنها سوف تسهّل الكثير من الأمور على المريض ذاته· ويقول رايت الذي يشغل منصب المدير الطبي لعيادة (لايف سكور كلينيك) في سان دييجو: (يمكن لأي إنسان أن يلحظ الآن أن الملفّ الكامل لتاريخه الطبي مبعثر على النحو الذي يجعل الأمور غامضة بالنسبة للأطباء· وقد يستحيل تماماً أن ترى مريضاً واحداً يمتلك المعلومات الكافية حول الحالات التي مرّ بها أو الأدوية التي تعاطاها)·
وفي برنامج الدكتور كوين الواعد، سوف يتاح لكل مريض تحميل كافة المستجدات الطبية التي تعرض لها على ذاكرة جهاز الموبايل بما في ذلك نتائج الفحص والتشخيص والصور والتحاليل بمختلف أشكالها وأسماء الأطباء والمراكز الطبية التي أنجزت فيها· وبهذه الطريقة يكون من السهل عليه عرض المعلومات على الأطباء أو حتى إرسالها كرسالة نصّية من دون الحاجة إلى مغادرة بيته·
وفي مؤتمر صحفي نظمه الدكتور رايت مؤخراً قال رايت: (لنفترض مثلاً أنني كنت أقوم بعملية مسح بالموجات فوق الصوتية لمريض، واكتشفت أنه يعاني من تضيّق في أحد الشرايين المنتشرة على السطح الخارجي لعضلة القلب فإن بالإمكان تسجيل الصورة التي تبيّن هذا القصور وتنزيلها على ذاكرة الموبايل حتى يتمكن أي طبيب من رؤيتها فيما بعد وهي مرسومة ضمن الأبعاد الثلاثة)·
وقد تتضح القيمة الحقيقية لهذه التقنية المهمة من خلال الإشارة إلى أن ملف التاريخ الطبي برمته لصاحب الموبايل لن يحتل من مساحة الذاكرة إلا بقدر ما يحتل ملف الأغاني أو صور الفيديو·
الموبايل والذاكرة
وبينما ينشغل علماء من أمثال كوين وغيره لزيادة الوظائف الخدمية لجهاز الموبايل، يهتم آخرون بالإجابة عن السؤال الشهير: هل ينطوي استخدام الموبايل على أضرار حقيقية؟·
أكد أحدث البحوث الذي نشر في الخامس من شهر ديسمبر الجاري (2008)، أن الجواب هو (نعم)·
ويأتي هذا الاكتشاف المهم من خلال تجارب مخبرية أجريت على الفئران في قسم الجراحات العصبية بجامعة لوند السويدية ونشرت نتائجها مطلع شهر ديسمبر الجاري· وكانت بطلة هذه التجارب الباحثة هنرييتا نيتبي التي عمدة إلى تعريض فئران لدفعات كثيفة من الإشعاعات التي تستخدم في بثّ واستقبال موجات الموبايل لمدة ساعتين متقطعتين كل أسبوع ولمدة تفوق العام الكامل، وقامت بعد ذلك بإعادة تعريضها لاختبارات الذكاء التي كانت أجريت لها أيضاً قبل بداية التجربة، فوجدت أنها تعرضت لضعف استثنائي في الذاكرة لم يكن يلاحظ عليها من قبل ولا على الفئران التي لم يتم تعريضها لهذه الإشعاعات·
ويعدّ هذا الاكتشاف الأول من نوعه بعد أكثر من عقد كامل من البحوث حول هذا الموضوع· وكانت تدور حول أضرار الموبايل على الجسم المباشر أحاديث متناقضة انتهى أغلبها إلى نفي أي أضرار طبية لموجات البث التي يعمل بموجبها الموبايل على الجسم البشري· وتجمع كافة التقارير التي نشرت عقب التوصل إلى هذا الاكتشاف أنه سيفتح الباب أمام بحوث موسعة وأكثر تعمقاً حول الموضوع·
عن صحيفة الاتحاد الاماراتية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]