القصة الكاملة للكونت دراكولا
الكونت دراكولا، مصاص الدماء الشهير،
الذي طالما بعث فينا القلق ونحن اطفالا صغار،
وأدى تفكيرنا به أحيانا الى الأرق.
فأفلامه ملأت دور السينما في السبعينيات
الى جانب سانتو وبروس لي وشخصيات أخرى.
فمن هو هذا المخلوق الظاهرة وهل لقصره الشهير وجود،
ام أنه هو وقصره مجرد اسطورة، تلاعبت بنا مخيلات الكتاب
ومخرجي أفلام الرعب في تلك الحقبة من الستينات والسبعينات،
فجعلت من هذا المخلوق مصاصا للدماء،
يقتات من دماء ضحاياه ويأوي في النهار الى تابوت لا يبارحه
حتى يأتي الليل الى ما هنالك من خرافات،
كقدرته على التحول الى خفاش وعدم امكان قتله
الا بغرز وتد في قلبه وتأذيه من الضوء
وعدم ظهوره صورته اذا ما واجه المرآة
لقد تحريت الموضوع وبانت الحقيقة واضحة كالشمس لا لبث فيها.
نعم الكونت دراكولا كان موجودا فعلا في خمسينيات القرن الرابع عشر
واسمه الحقيقي فلاديمير تيبس .
أمير روماني حكم بين عامي 1456 و1462 ومن مواليد مدينة سيغيشوارا
في مقاطعة ترانسيلفانيا الرومانية.
وقد لقب ولده من قبله بدراكول أي الشيطان
وورث منه هذا اللقب فسمي حينها بدراكولا اي ابن الشيطان
في تلك الحقبة من الزمن كان للأمبراطورية العثمانية
حضور كبير على حدود رومانيا وكان فلاديمير وأخيه الأصغر
رادو رهائنا عند الأتراك الى ان أطلق سراحه بعد ست سنوات
من السجن، لينطلق في حملة بمساعدة الاتراك
لاعادة السيطرة على الاقاليم الرومانية التي استولى عليها من والده الملك
فلاديسلاف الثاني.
وبعد شهرين من الحرب، تمكن من انتزاع الأقاليم وقتل الملك فلاديسلاف.
كذلك قام بالانتقام لمقتل أخيه الأكبر،
حيث قام بأسر كل من له علاقه بمقتله مع عوائلهم
ولم يستثن أحدا منهم، قام بتعليق كبار السن منهم
على الرماح وهي طريقة مشهورة بالقتل لديه.
كان يقوم بنصب قتلاه على الطرقات المؤدية الى قصره،
على رماح خشبية تخترقهم من الأسفل حتى يخرج الرمح من الرقبة
ولم تكن تلك الطريقة للقتل هي العتمدة لديه فقط ولكن أقربها الى قلبه
اذ انه كان يهوى أيضا سلخ جلود أعداءه أو القائهم في الماء المغلي،
أو قطع اعناقهم، فقأ أعينهم، احراقهم،
شوائهم أودفنهم أحياء، قطع أنوفهم وأذانهم وأطرافهم
عرف دراكولا بشدته وقسوته التي طغت على فترة حكمه تلك الآونة،
وكان قاسيا على اللصوص وقطاع الطرق وحتى على الفقراء والمتسولين
حيث انه كان ينظر اليهم على انهم انهم مجرد لصوص.
مرة جمع عنده جميع فقراء مدينته في قلعته
لحضور وليمة عظيمة أعدها خصيصا لهم .
لبى الجميع دعوته حيث أكلوا و شربوا كل ما يشتهون
وهم لا يصدقون أعينهم وبعد أن انتهوا من الأكل سألهم دراكولا
ان كانوا يريدون التخلص من فقرهم نهائيا،
فأجابوه بنعم، فقام بأحراقهم جميعا.
في عام 1462 بدأ دراكولا حملة عسكرية ضد الاتراك
على امتداد نهر الدانوب
وكانت مخاطرة كبيره حيث أن قوات السلطان محمد الثاني
كانت أكثر عدة وعتادا من قواته ،
مما اثار غضب السلطان محمد الثاني
وقرر معاقبته باحتلال كامل الاراضي التي يسيطر عليها،
فقام بتجهيز جيش بقوات تفوق جيش دراكولا بثلاث مرات,
وعندما وجد دراكولا نفسه وحيدا أمام هذا الجيش
بدون أي مساعده من حلفائه اضطر الى الانسحاب
واثناء انسحابه قام بحرق القرى التي كانت تابعه له
كما قام بتسميم الآبار حتى يصعب على الاتراك أن يجدوا
شيئا ليأكلوه أو يشربوه.
وعندما وصل السلطان محمد الثاني الى عاصمة أمارة دراكولا،
واجه منظرا بشعا، الآلاف من الاوتداد تحمل بقايا الاسرى الاتراك
أما دراكولا فقد استطاع الهرب عن طريق نفق سري
وطرق وعره بين الجبال المحيطه حتى استطاع الوصول
الى المجر وقام بطلب المساعده من ملكها ماثياس كورفينوس
الذي قام بأسره بدل مساعدته.
كان دراكولا في الأسر يقضي وقته بسلخ الحيوانات حية،
وتعذيب ما طالت يداه من الى ان لقي نهايته على يد الاتراك عام 1476
وقد قام السلطان التركي بغرس رأس دراكولا على رأس رمح
و عرضه على الناس حتى يتأكد الجميع من موته
ثم دفنت جثته في مكان مجهول في مدينة سناجوف برومانيا
حقيقة مصاصو الدماء
مصاصو الدماء هم وحوش خيالية تحكى قصصهم
على اساس انهم كانوا بشرا تلقوا عضة من خفاش او مصاص دماء،
بسحب الدم من رقبة الضحايا حتى تصبح نبضات قلبها ضعيفة
اي شبة ميتة وتتحول الى مصاص دماء ليلا.
هذه الخرافة هي اساسا رواية للكاتب الايرلندي برام ستوكر
كتبها عام 1897
وهذه الرواية التي كانت الأساس وراء انتاج أفلام دراكولا،
لا يوجد منها سوى نسخه واحدة طرحت قبل فترة في مزاد علني.
وتظهر هذه النسخة المخطوطة والتي هي بعنوان دراكولا
بخط الكاتب الايرلندي لأول مرة للجمهور،
حيث لم يتم الكشف عن وجودها الا فى عام 1984
وتقع فى 430 صفحة ويقدر سعرها بنحو 1.5 مليون دولار
ولم يسبق ان ذكر ان هناك مصاصي دماء حقيقيين،
الا في الافلام وما ذكره بعض الناس من خرافات
ومشاهدات اعتمدت على الوهم.
وتجرى في بعض انحاء العالم احتفالات سنوية ينظمها بعض المعتوهين
من الذين يصدقون بهذه الخرافة،
لدرجة ان بعضهم يقوم بخلع انيابه الحقيقة وتركيب انياب اخرى
اطول تشبه ما تمثله الاساطير لمصاصي الدماء
قد ارتبطت فكرة أطالة العمر،عن طريق اعتماد الدماء
كلقاح في الاساطير القديمة،
فقد قيل ان أحد العلماء وأسمه انجيليس دي رايس
من القرن الخامس عشر وكان قد عمل على دراسة الكيمياء القديمة،
املاً منه في ايجاد علاج لإطالة حياة الانسان،
واستخدم لهذا الغرض دماء اكثر من ثلاث مائة طفل في تجاربه.
وفي القرنين السادس والسابع عشر أصبح اسم مصاص الدماء
كثير التداول، حتى ان مارتن لوثر كينغ تحدث عن الحياة بعد الموت
وعن وحش يدعي جورج روهر،
كذلك ذكر العديد غيره نحوا من هذه القصص والخرافات،
والتي أثبت العلم والطب في زمن الثورة الصناعية
من القرن الماضي عدم صحتها
وفي بداية القرن السابع عشر كانت زوجة الكونت فرانسيس نادلي
الذي قضى حياته في محاربة اعداء بلده 1600-1611
تقوم باختطاف الفتيات الريفيات من القرية وتحبسهن في قلعة
وتستخدم دماءهن للشرب والاستحمام قناعة منها بأن الدماء
تمنحها الشباب والنفوذ والقوة
الى ان استطاع عدد من جنود القلعة السيطرة عليها
ووجدوا قبواً تحت الارض مليئا بجثث الفتيات اللواتي تم تعذيبهن
وقتلهن بطرق وحشية
في اواخر القرن السابع عشر ذكر انه سكن قصر غروكلن في انكلترا،
عائلة من اربع اشقاء شابان وفتاتان.
وفي صيف احدى الليالي حدثت لهم اشياء غريبة
افقدتهم الطمأنينة، فبينما كان الاخوة يراقبون غروب الشمس
خلف كنيسة مهجورة،
وقفت الأخت امام النافذة لتشعر ان هناك عيوناً غير بشرية
تحدق بها وسط الظلام،
وانقض عليها بسرعة وغرس مخالبه في عنقها
وسرعان ما غاب عن البصر،
مخلفاً لها جرحاً غريب المنظر في العنق.
بعد هذه الحادثة اخذ الاخوة الاحتياطات لمحاربة هذا المخلوق،
الذي ان صحت الرواية فقد يكون شيطانا،
فللشياطين قدرة على التشكل على شكل وحش
أو قطة أو كلب ونحو ذلك.
وفي احدى ليالي مارس رأت الفتاة نفس المخلوق وقد لمعت عيناه،
و في اليوم التالي توجه الاخوة خلف الكنيسة المهجورة،
فوجدوا مدفناً تحت الارض مليئاً بالاكفان الضخمة
تخرج منها الجثث المشوهة
اما مقبرة فيكتوريا التي اكتشف تحت ارضها ما يزيد على 50000 جثة
في انكلترا، فقد أشيع انها سكنت من قبل مصاصي الدماء،
اما القصور والكنائس التي اصابها الدمار والخراب
فقد اعتقد بعض الناس بوجود مصاصي الدماء فيها.
وعلى الرغم من التطور العلمي، لم يزل موضوع مصاصي الدماء
يحظى بالأهتمام،
مثل قصر مانور الذي اصبح جزءاً من ممتلكات الدولة في انكلترا،
ويزوره السياح من كل حدب وصوب.
هذا القصر كان قد اشتراه تشارلز واد بعد الحرب العالمية الاولى
واحتفظ بمقتنياته واهمها نجمة خماسية كانت تستخدم كرمز سحري
قصر دراكولا ومنتزهه السياحي
يقول نيكولاي بادورارو، رئيس جمعية دراكولا في ترانسلفانيا:
حينما انفتحت رومانيا أمام السياحة الدولية عام 1960،
كان ما فاجأنا حقاً هو اننا نتعرض للسؤال باستمرار من جانب السياح
عن موقع قلعة دراكولا،
ولم نكن نعرف حينها عم يتحدث هؤلاء الناس الى ان ترك لنا بعضهم
بعض النسخ عن رواية دراكولا،
وقرأنا الرواية وحينها فقط فهمنا ما يقصدونه،
وعرفنا اننا أبناء رومانيا لا نعرف شيئاً نهائياً عن الموضوع،
بينما مئات الأفلام والكتب والجمعيات والمنظمات والنوادي
ظهرت في الغرب وكلها تدور حول موضوع واحد هو
الكونت دراكولا.
في ذلك الوقت وافقت وزارة السياحة الرومانية
على تنظيم جولات سياحية للأجانب تقدم لهم الأمير فلاديمير،
أو دراكولا كما يعرفه الرومانيون،
فهو عندهم شخصية تاريخية رومانية لعبت دورا في الدفاع
عن الأراضي الرومانية، وليس كما يريد الآخرون رؤيته،
فالرومانيون ما كانوا قادرين على تخيل كونت دراكولا كمصاص دماء،
ولم تنشر رواية الكاتب برام ستوكر
التي أشرت اليها في الحلقة الأولى في رومانيا إلا عام 1992،
وهو العام الذي عرضت فيه صالات السينما في البلاد
أول فيلم عن شخصية دراكولا.
وتعتبر قلعة دراكولا التي يمكن بلوغها بعد صعود 1400 درجة
محطة لا غنى عنها لأي رحلة سياحية في رومانيا.
وتفيد الوثائق التاريخية ان دراكولا اعطى فلاحي مقاطعته 16 جبلاً
بعد ان هربوه من حصار الأتراك لقلعته.
ليس من المستغرب ان يركز الرومانيون على دراكولا التاريخي
بطلهم القومي،
ويركز الأجانب على دراكولا الشخصية الروائية.
لقد اختار ستوكر ترانسلفانيا مسرحاً لروايته
لأنها كانت توصف بأنها موحشة ومليئة بالخرافات
وتقع على حافة أوروبا من جهة الشرق.
ولم يزر ستوكر ترانسلفانيا أبداً. وأخذ كل أوصافها
التي استعملها من دليل للمسافرين وقع بين يديه.
ومع ان شخصية قلعة دراكولا التي تتحدث عنها
الرواية والأفلام السينمائية غير موجودة على الخريطة أصلاً،
فإن كل السياح يتوقون لرؤية القلعة الهوليودية.
وهذا ما دفع الحكومة الرومانية ان تقرر بناء فندق على هيئة قلعة
في الموقع الذي تحدده الرواية.
لكن هؤلاء المسئولين اصابهم الرعب في الثمانينيات
حينما رأوا انهم سيدفعون هذه الاموال الطائلة
لبناء آثار قلعة خمس نجوم.
واحتاج الأمر الكثير من التطمينات لإقناعهم بأن هذا هو بالضبط
ما يريد السياح رؤيته.
ويقول دان ميتاجاثون وزير السياحة الروماني:
في عام 1995 نظمنا أول مؤتمر دراكولا في العالم
، وذلك في رومانيا لاستثمار الاسطورة سياحياً.
وقد أذهلني نطاق الاهتمام الاعلامي بهذا المؤتمر.
فقد حضره عدد من الصحافيين ومراسلي محطات التلفزة والإذاعة
وكأنه ثورة عام 1989 على نظام تشاوتشيسكو.
وقد حضر بعد المؤتمر مباشرة أكثر من 10 آلاف سائح لرومانيا،
و سواء كنت أريد وجود دراكولا أو أرفض وجوده،
فالحقيقة الواقعة هي أن هناك أكثر من 250 فيلماً صنعتها هوليوود
حتى الآن عن هذه الشخصية.
ونشرت أكثر من 1000 رواية عنها، بل ان هناك صناعة دراكولا في الصين،
لهذا رأيت من الغباء أن نبقى متفرجين.
وقررت أن أدخل التيار الدراكولي
وأبني حديقة دراكولا.
وهكذا بدأ التخطيط لبناء القلعة السياحية
على غرار ما وصفت في الرواية والأفلام في غابات
مقاطعة ترانسلفانيا الرومانية،
بين أشجار السنديان الشاهقة.
والقلعة وضعت فكرتها بحيث تضم غرفا للتعذيب
وعوامل جذب مرعبة ومطاعم تقدم وجبات المخ المقلى
و"جيلى الرعب" ومشروبات بلون الدم
والى جانب القلعة حديقة ملاه ومسرح ومجمع رياضي
ومرقص ديسكو ،
وقد اختير موقع الحديقة بحيث يكون بجوار بلدة سيجيشوارا
مسقط الرأس المفترض للأمير فلاد تيبسس،
وعلى أطراف المنطقة لا تخطئ العين لوحة إعلانية
ضخمة تؤكد بحروف حمراء بلون الدم:
هنا سيتم بناء حديقة دراكولا ـ وزارة السياحة.
وبدأت الجرافات بأعمال التسوية في المكان الذي ستبنى فيه القلعة،
الا ان الحكومة الرومانية قررت الغاء المشروع بسبب معارضة سكان
سيجيشوارا والمدافعون عن البيئة لهذه الفكرة،
كذلك منظمة اليونسكو والأمم المتحدة،
كونها ستقام في محمية طبيعية وبجانب مدينة تراثية
يعود تاريخها للقرن الثالث عشر
منقوووووووول
فهل ستطرح الفكرة مجددا بعد عدة سنوات، ام ان الفكرة دفنت وانتهى أمرها. لنترك ذلك للمستقبل فلربما حديقة دراكولا تتحول من فكرة مشروع الى حقيقة
Labels: الكونت دراكولا، قصة دراكولا، قصر دراكولا، قصر دراكولا، حديقة دراكولا