التاريخ الهجري ليس مجرد طريقة لحساب الزمن
بل هو رمز وهوية لأمتنا الإسلامية،
فتاريخنا مرتبط بأحداث عظيمة،
مرتبطة بالشهور الهجرية مثل شهر رمضان المبارك
والملاحظ لسير الأمم يرى أن التاريخ من أهم ما تحرص عليه الأمم؛
لذلك يقوم علماءالدين في مختلف الملل والنحل على التقويم
والعناية به من حيث الحساب والمواقيت
والأعياد والمناسبات وبداية كل شهر ونهايته
أن التقويم الهجري القمري تقويم رباني سماوي
كوني قديم قدم البشرية،
يتم بحركة كونية ربانية، ورسم خطاها ربنا جل شأنه بقوله:
"هُوَ الَّذِي جَعَلَالشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا
وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَالسِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"يونس
التقويييييم الهجري .... كيف بدأ
وحدد أيضا عدد الشهور بقوله:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَشَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَاأَرْبَعَةٌ حُرُمٌ... )التوبة
التقويييييم الهجري .... كيف بدأ
أول من استعمل التقويم الهجري في الإسلام
أن أول من أرخ بالهجرة في الإسلام هو عمر بن الخطاب
رضي الله عنه في سنة سبع عشرة للهجرة
فقد أخرج الحاكم عن الشعبي أن أبا موسى كتب إلى عمر:
إنه يأتينا منك كتب ليس لهاتاريخ،
فجمع عمر الناس، فقال بعضهم:
أرخ بالمبعث، وبعضهم أرخ بالهجرة، فقال عمر:
الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها،
وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قالبعضهم:
ابدأووا برمضان فقال عمر: بل المحرم،
فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه
التقويييييم الهجري .... كيف بدأ
الذي حدا بالفاروق رضي الله عنه ،
وكرام الصحابة في خلافته ،
إلى اختيار حدث الهجرة منطلقاً للتأريخ الإسلامي ،
رافضين اتباع الروم أو الفرس ،
ومؤثرين الهجرة على سائر المناسبات النبوية الأخرى
كالمولد والبعثة والوفاة .
ولقد خلّد القرآن الكريم الهجرة النبوية واصفاً إياها بالنصر لرسوله :
( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا
ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )
التقويييييم الهجري .... كيف بدأ
حكم تخصيص آخر العام الهجري بعبادة من صيام
أو دعاء أو استغفار أو غير ذلك
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)،
ولمسلم وعلقه البخاري: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
التقويييييم الهجري .... كيف بدأ
ومن البدع التي انتشرت في هذه الأزمان المتأخرة
تَقَصُّدُ بعض الناس وتخصيصُهم آخر كل عام هجري
بأداء بعض العبادات كالصيام والدعاء والاستغفار،
وربما أوصى بعضهم بعضاً بذلك في المجالس
أو عن طريق رسائل الجوال أو غيرها،
ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة
تطوى في آخرها فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً،
وهذا العمل منهم هو من جملة الأعمال المحدثة
المبتدعة المخالفة للسنة
لأسباب منها:
1- أن العبادة إذا ورد الأمر بها مطلقاً دون تحديد لوقتها،
فإن تقصد تخصيص وقت لها بلا دليل يعتبر من البدع
2- أن هذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولاعن أصحابه والتابعين وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير
3- القول بأن صحائف العام تطوى في آخره، دعوى تحتاج إلى بينة وبرهان
حكم التهنئة بابتداء العام الهجري
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟
فأجاب رحمه الله :
إن هنّأك احد فَرُدَّ عليه ولا تبتديء أحداً بذلك هذا هو الصواب
في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل :
هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركه ،
لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف
أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف
لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه. انتهى
المصدر إجابة السؤال رقم 835 من اسطوانة موسوعة اللقاء الشهري
والباب المفتوح الإصدار الأول اللقاء الشهري لفضيلته
من إصدارات مكتب الدعوة و الإرشاد بعنيزة .
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في التهنئة بدخول العام الهجري :
الدعاء للمسلم بدعاء مطلق لا يتعبد الشخص بلفظه
في المناسبات كالأعياد لا بأس به لاسيما
إذا كان المقصود من هذه التهنئة التودّد ،
وإظهار السرور والبشر في وجه المسلم .
قال الإمام أحمد رحمه الله :
لا ابتدئ بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب
وأماالابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها
ولا هو أيضا مما نهي عنه .
منقووووووول